
تعتبر حقوق المؤلف من الحقوق الأساسية التي تحمي الأعمال الإبداعية في جميع مجالات الفن والثقافة ومع التوسع الكبير في التكنولوجيا الرقمية وتطور الانترنت أصبح من الضروري البحث في كيفية حماية هذه الحقوق في البيئة الرقمية .
فالإبداع في العصر الرقمي أصبح أكثر سهولةً وانتشاراً من أي وقت مضى، ولكن في نفس الوقت زادت التحديات المتعلقة بسرقة الأعمال والتعدي على حقوق المؤلف.
التطور التكنولوجي هو أحد ابتكارات العقل البشري وهو العنصر الأساسي في نقل المعرفة وهو المساهم الأكبر في التحول إلى عصر ثورة المعلومات ومن الصعب وضع مفهوم محدد لها ولكن باستطاعتنا القول إنها منظومة تقوم على المعرفة وعلى الإنتاج الفكري عن طريق الاتصال والتواصل.
خلال العقود الماضية برزت الطرق البديلة لتوثيق ونشر المعلومات حتى حلت محل الطباعة تدريجياً، حيث أصبحت تنقل إلى الجمهور بحرية وتخطت الحدود الجغرافية ومن هنا ظهر العالم الرقمي وبرزت وسائل النشر الإكتروني بعد استخدام الحاسوب وشبكات الإنترنت وتقنية المعلومات.
وبالرغم من أن النشر الإلكتروني ساهم في سرعة نشر مصنفات المؤلفين إلى أن حماية هذه المصنفات وحقوق المؤلفين أصبح يشكل هاجس كبير لأصحاب هذه الحقوق.
فصعوبة تطبيق الإجراءات القانونية جعل التعدي على حقوق المؤلف من السهولة بمكان لسهولة خرق الأساليب التكنولوجية خصوصاً أنه يمكن الحصول عليها دون مقابل.
لذا لابد من تحديث التشريعات ذات الصلة وإبرام معاهدات دولية تضع حلول للمصنفات المنشورة إلكترونياً أو المصنفات الرقمية.
فموضوع حماية حقوق المؤلف في البيئة الرقمية يكتسب أهمية كبيرة في ظل انتشار التقنيات الرقمية المتزايدة وزيادة عدد المستخدمين على شبكة الانترنت مما يؤثر بشكل سلبي على حقوق النشر التابعة للمؤلف حيث هذه التقنية تسمح بنسخ المصنف دون الحصول على إذن صاحبه بالتالي ضياع حقوق المؤلف الأدبية والمالية.
علماً بأن حق المؤلف لا يختصر على المصنفات الأدبية بل يتجاوز غيرها من المصنفات الفنية والموسيقية.
إن حماية حقوق النشر التابعة المؤلف في البيئة الرقمية هي عملية معقدة وتحتاج إلى تكامل بين التكنولوجيا والقوانين والوعي العام حتى تتحقق أهداف الملكية الفكرية مع استمرار التطور التكنولوجي سيظل الحفاظ على هذه الحقوق أحد التحديات الكبرى التي يجب على الحكومات والمنظمات العالمية والمبدعين أنفسهم التعاون لمواجهتها.